هل تتوقع أن تحقق أهدافك التسويقية إذا كنت تنشر محتواك بطريقة عشوائية؟ بالتأكيد لا.
إن وضع خطة محتوى واضحة هو الخطوة الأولى نحو استثمار وقتك، وتحقيق نتائج ملموسة.
تُعد خطة المحتوى العمود الفقري لأي استراتيجية تسويق رقمي ناجحة. ففي عالم يفيض بالمعلومات والمنافسة الشديدة، يصبح إنشاء محتوى متميز ومتوافق مع اهتمامات جمهورك المستهدف أمرًا ضروريًا.
فالأمر لا يتعلق بمجرد إنتاج المحتوى، بل بوضع خطة واستراتيجية مدروسة تضمن التنفيذ الفعّال وتحقيق الأهداف على المدى الطويل.

ما هو تخطيط المحتوى؟
تخطيط المحتوى هي عملية محورية بشكل استراتيجي تعين إنشاء المحتوى الخاص بك وتوزيع الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة.
هل خطة المحتوى ضرورية؟ إليك الأسباب التي تجعلها مهمة
تخطيط المحتوى قد يبدو خُطوة إضافية، ولكنه الصلصة السرية لإنشاء محتوى ملائم ويحقق أهدافك. تخيل أنك تطبخ أي شئ بدون وصفة لن يكون ضمان أنها ستكون لذيذة أو صالحة للأكل. خطة المحتوى هي مثل الوصفة، تضمن لك تنظيم المحتوى الخاص بك، استهداف جمهورك، وتوصيل القيمة.
ولماذا هي مهمة:
1- التركيز والوضوح
إنها تحدد “لماذا” و “ما” المحتوى يتوافق مع استراتيجيتك، والجمهور المستهدف. سوف تعرف بالتحديد ما المواضيع التي ستكتب عنها، ما التنسيق الذي سوف تستخدمه، وأين سوف تنشره. لتجنب إنشاء محتوى بدون هدف.
2- الكفاءة والاتساق
توفر الوقت والموارد من خلال القضاء على العشوائية وتسهيل الجدولة المسبقة، وإبقاء جمهورك متفاعلًا. بالإضافة إلى، أنها تساعد على اتساق رسائل ونبرة العلامة التجارية.
3- التأثير المستهدف
التخطيط يجعلك تبحث عن احتياجات واهتمامات جمهورك. وهذا يجعل محتواك يتحدث لغتهم، يعالج نقاط الألم الخاصة بهم، ويدفعهم نحو أخذ فعل. سواء كان شراء، اشتراك، أو الوعي بالعلامة التجارية.
4- قرارات تعتمد على البيانات
تحليل أداء محتواك المُخطط من قبل يسمح لك برؤية ما هو مناسب وما هو لا. هذه البيانات تفيدك في التخطيط المستقبلي، يساعدك في صقل استراتيجيتك وصناعة محتوى أكثر تأثيرًا.
5- العمل الجماعي والتعاون
تعمل خطة المحتوى كخارطة طريق لجميع المعنيين، تعزيز التعاون والتأكد أن الفريق يعمل كشخص واحد. وهذا مهم بالأخص لفرق العمل الكبيرة أو عندما تعمل مع صُناع بالخارج.
الغرض الرئيسي من خطة المحتوى التأكد أن محتواك يتوافق مع عملك أو الأهداف الشخصية ويتناسب مع جمهورك المستهدف. إنه عن توصيل الرسالة الصحيحة للجمهور المناسب، عبر القنوات المناسبة، في الوقت المناسب. خطة المحتوى هي المُخطط التي يحول الأفعال العشوائية لصناعة المحتوى إلى تنظيم جيد.
خطة المحتوى هي المفتاح لتبرز، تتواصل مع جمهورك، وتُحقق أهدافك. هو أساس استراتيجية التسويق بالمحتوى الناجحة. تأكد أن كل قطعة محتوى تساهم بشكل كبير في نجاح ونمو علامتك الرقمية.
بدون استراتيجية، المحتوى ليس إلا أشياء، والعالم مليء بالأشياء.
كيفية إعداد خطة محتوى ناجحة تحقق أهدافك التسويقية
خطة المحتوى الفعّالة ليست فقط بالاقتراحات، بل هي بتنفيذها بالطريقة الصحيحة. لكي أساعدك على احتراف هذه العملية الضرورية، اتبع هذه الخُطوات:
الخُطوة الأولى: حدد أهدافك
معرفة أهدافك هي الخُطوة الرئيسية في خطة المحتوى. إنها عن إعداد اتجاه واضح لجهودك التسويقية. وأهدافك قد تكون زيادة الوعي بالعلامة التجارية، جلب زوار لموقعك، توليد عملاء، زيادة المبيعات، أو تعليم جمهورك.
عندما تحدد أهدافك، أنت حينها تصنع خارطة الطريق التي ترشدك لكل عملية التخطيط. وهذه الأهداف يجب أن تكون مُحددة، قابلة للقياس، واقعية، لها علاقة، محددة بوقت وهو ما يطلق عليه SMART. على سبيل المثال، بدلًا من القول، زيادة الوعي بعلامتي التجارية، يجب أن تقول “زيادة الوعي بعلامتي التجارية بنسبة 25% خلال 9 شهور عبر حملة إعلانات فيسبوك.
الخُطوة الثانية: اعرف جمهورك
فهم جمهورك المستهدف مهم لعمل خطة محتوى. يجب أن يكون محتواك متناسب مع الناس التي تريد أن تصل إليهم. بمعرفة المعلومات الديموغرافية الأساسية، إنشئ شخصية عميل بالتفصيل تتضمن تفضيلاتهم، نقاط الألم، وسلوكهم. على سبيل المثال، إذا كنت تستهدف الشباب المهتمة بالمنتجات الصديقة للبيئة يجب أن تصنع محتوى يتلائم مع قيمهم وأسلوب حياتهم.
الخُطوة الثالثة: حدد أنواع المحتوى والقنوات
ليس كل المحتوى ملائم لكل غرض أو منصة. من المهم اختيار أنواع المحتوى المناسب وقنوات التوزيع التي تتناسب مع أهدافك وجمهورك.
اختيارك لأنواع المحتوى والقنوات سيكون له تأثير بشكل كبير على رسالتك التي تريد توصيلها وتفاعل جمهورك معها.
الخُطوة الرابعة: انشئ جدول زمني
إنشاء جدول زمني أو تقويم تحريري ضروري في الحفاظ على الاتساق في إنتاج محتواك وتوزيعه عبر القنوات المختلفة. جدولك الزمني يجب أن يحتوى على معالم رئيسية، أفكار المحتوى، التعديل، النشر، والترويج.
وهذا يضمن أن محتواك يتم إطلاقة في أوقات محددة بوتيرة ثابتة، ويبقي جمهورك متفاعل. على سبيل المثال، إذا كان لديك مدونة، تستطيع نشر مقال واحد جيد كل أسبوع والترويج له على منصات التواصل الاجتماعي في أيام معينة.
الخُطوة الخامسة: خطط لمواضيع المحتوى
اختيار المواضيع المناسبة لجمهورك هي شئ جوهري لتفاعل جمهورك مع محتواك. بينما تقوم بتجميع أفكار المحتوى خذ في الاعتبار اهتمامات جمهورك المستهدف، الكلمات المفتاحية، وتريند المجال. هذه الطريقة ترشدك إلى مواضيع المحتوى، وتتأكد أنه ليس فقط له صلة بجمهورك ولكن يجذب انتباه جمهورك.
على سبيل المثال، لنفترض أنك في مجال الفتنس، يمكن أن تحدد أشياء لها علاقة بالتمارين المنزلية والتحديات التي قد تواجه جمهورك في هذا الموضوع.
الخُطوة السادسة: تعيين المسؤول
تخطيط المحتوى في الغالب يتضمن التعاون بين أعضاء الفريق أو مساهمين من الخارج. تعيين المسؤوليات يؤكد أن كل شخص يعرف دوره في عملية إنشاء المحتوى. ويبسط سير العمل ويقلل من الارتباك. على سبيل المثال، في فريق المحتوى، قد يكون عضو في الفريق مسؤول عن إجراء البحث، وواحد للكتابة، وأخر للتعديل، عندما تحدد الأدوار بوضوح تساعد في الحفاظ على عملية إنتاج المحتوى وكفائته وتنظيمه.
الخُطوة السابعة: صناعة قالب المحتوى
قوالب خطة المحتوى مثل الصناديق التي تحتوى على أفكارك. إعدادهم مسبقا يوفر عليك الوقت والطاقة، وتُبسِط عملية صناعة المحتوى بالكامل. وتزودك ببنية واضحة، تحديد العناصر الرئيسية مثل، العنوان، الكلمات المفتاحية، الجمهور المستهدف، ونوع المحتوى.
الوضوح يساعدك على التركيز وعدم نسيان جوانب مهمة. فكر فيها كرحلة للمحتوى. استخدام القوالب يعطي لك اتساق.
قوالب خطة المحتوى هي أسلحتك السرية في التنظيم، الكفاءة، والتواصل المؤثر، إنها تمكنك من صناعة محتوى عالي الجودة باستمرار، توفر عليك الوقت والمجهود بينما تحقق أهداف محتواك.
الخُطوة الثامنة: تطوير محتوى عالي الجودة
الجودة هي شئ أساسي في صناعة المحتوى. تخصيص الوقت والموارد للبحث الشامل، كتابة المحتوى الجيد، التعديل الاحترافي، وتصميم تفاعلي هو ضروري لجودة المحتوى. إنه ليس فقط أن تجذب انتباه جمهورك ولكن أيضًا بناء الثقة والسلطة في مجالك. لكي تحافظ على الجودة، من الضروري أن تتبع أفضل الممارسات في صناعة المحتوى وهي تأتي مع الوقت. والتي قد تكون عبر فحص الحقيقة الكاملة، مقابلات الخبراء، ووضع عناصر مرئية تحسن من قيمة المحتوى.
الخُطوة التاسعة: وزّع محتواك
إنشاء محتوى ممتاز هو نصف المعركة. والنصف الثاني هو التأكد أنه سيصل إلى جمهورك المستهدف. توزيع المحتوى الفعال هو شئ ضروري. استخدام قنوات التوزيع مثل، السوشيال ميديا، التسويق عبر البريد الإلكتروني، أو مشاركة المحتوى. يجب أن يكون بطريقة استراتيجية تزيد وصولك وتأثيرك. إنها ليست فقط عن النشر، إنها للترويج والتفاعل مع جمهورك عبر هذه القنوات.
الخُطوة العاشرة: حدد مقاييسك
مقاييسك هي البوصلة التي من خلالها تنقل عملية خطة المحتوى. تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs والتي لها علاقة بأهدافك. هذه المقاييس تساعدك على تقييم نجاح محتواك. على سبيل المثال، لو كان هدفك توليد العملاء، تحتاج أن تتعقب معدل التحويلات، معدلات النقر إلى الظهور، ونماذج التقديمات على موقعك. بمعرفة هذه المقاييس، سوف يكون لديك طريق واضح لقياس وتقييم أداء محتواك.
الخُطوة الحادية عشر: حلل نتائجك
تخطيط المحتوى هي عملية مستمرة. تحليل أداء محتواك بانتظام ضروري. لا تكتفي بصناعة وتوزيع المحتوى، يجب أن تقيس تأثير المحتوى. تحليل النتائج يجعلك تأخذ قرارات مستنيرة عن ما يعمل وما يحتاج إلى تحسينات. هذه التحليلات تؤكد أن جهود تخطيط المحتوى تبقى لها علاقة وذو فاعلية في التكيف مع استراتيجيتك وتحسينها.
كيف تصنع قالبًا بسيطًا وفعالًا لإدارة المحتوى؟
تستطيع بناء خطة محتوى باستخدام أي أداة لجداول البيانات، أو عن طريق أدوات إدارة المشاريع. لا يوجد خطة محتوى واحدة تناسب كل الشركات، كل شركة ستحتاج إلى خطة مشتركة. ولكن هناك بعض العناصر المهمة.
يجب أن تكون موجودة في كل خطة محتوى:
- العنوان
- النوع
- الشخص المسؤول
- تاريخ النشر
- الحالة
هؤلاء هم الأساسيات. ولكن كل نوع محتوى لديه متطلباته الخاصة.
لنرى بعض أمثلة خطة المحتوى وماذا يجب أن تتضمن:
وسائل التواصل الاجتماعي
- الوصف
- الصورة أو الفيديو
- الهاشتاج
- الرابط
- الوقت والتاريخ
- المستخدمين المشار إليهم
هؤلاء العناصر ملائمين لأغلبية منصات التواصل الاجتماعي.
وقد تحتاج إلى إضافة عناصر أخرى مثل:
- اليوتيوب: تستطيع إضافة الصورة المصغرة
- انستغرام: تستطيع إضافة قائمة المنتجات
المدونة
لو كنت تنشر مقالات كجزء من خطة محتواك، قم بتضمين ما يلي:
- العنوان
- نوع المقال
- الناشر
- وصف الميتا
- الكلمات المفتاحية
- الدعوة لإجراء
البودكاست
- العنوان والموضوع
- اسم الضيف، ومعلومات الاتصال
- رابط للاسكريبت
- تاريخ ووقت التسجيل
- ملف الصوت الأصلي
- ملف الصوت المُعدل
الخاتمة
تذكّر أن نشر المحتوى دون خطة واضحة لن يقودك إلى نتائج حقيقية.
فغياب التخطيط يعني غياب الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها جمهورك، وضعف القدرة على توصيل رسالتك بفعالية.
كما ستجد نفسك تبذل الكثير من الجهد دون أن تتمكن من تحديد ما إذا كان المحتوى الذي تقدّمه يحقق النجاح أم لا.
لذلك، اجعل من التخطيط للمحتوى خُطوة أساسية في رحلتك التسويقية، فهي الطريق الأقصر لتحقيق نتائج ملموسة.
